تزايد عدد الفتيات الحاصلات على رخصة قيادة : أبو عودة : منافسة المرأة للرجل في معظم النواحي الحياتية والاستقرار الاقتصادي والرفاهية دفع بالمرأة بالتقدم للحصول على رخصة قيادة

شهدت الإدارة العامة للمدارس والمعاهد بوزارة النقل والمواصلات في الآونة الأخيرة اقبالاً كبيراً ومتزايداً على الحصول على رخصة قيادة وزادت النسبة مقارنة مع الأعوام الماضية ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها الرخاء والاستقرار الاقتصادي ومنافسة المرأة للرجل في الوظائف وأخذ دورها الفاعل في المجتمع الفلسطيني.


رأي بعض النساء في حصولهن على رخصة قيادة .


وحول هذا الموضوع أكدت إيمان محمد شعث الحاصلة على رخصة قيادة بأنها قامت بالحصول على رخصة قيادة بعد التخرج مباشرة وذلك لإلزامية العديد من المؤسسات المحلية والدولية طلب رخصة القيادة في الشروط الرئيسية للحصول على وظيفة ورغبة الفتاة بعدم اضاعة وقت فراغها في ظل عدم توفر فرص عمل ومواكبة لتطور المجتمع النسائي الفلسطيني المستمر وأيضا أن مجتمعنا يثق بالفتاة الفلسطينية ويحقق رغبتها في العمل أينما وصلت إلى مناصب عليا ويمنحها الكثير من الإمتيازات و يشجع النساء على التطور في كافة المجالات طالما أنها لا تخالف تعاليم ديننا الإسلامي وعاداتنا وتقاليدنا الفلسطينية بعكس بعض من دول الخليج التي تمنع النساء بشكل تام من القيادة، وأشارت الطالبة أنها سعدت كثيراً وتشجعت على الحصول على رخصة القيادة في ظل وجود مدربة متخصصة في الجانب العملي بالتدريب مما جعلها أكثر ارتياحاً في التعلم وشكرت الطالبة حكومتنا على كافة الامتيازات التي تمنحها للنساء كافة وللفتياة بشكل خاص.   


وقد أكدت نسرين روحي الشوا التي اجتازت اختبار الإشارات بنجاح بأن اهلها ساعدوها في فكرة الحصول على رخص قيادة للمركبة حيث أن المرأة أصبحت ركناً مهماً في المجتمع الفلسطيني.


من جهتها اعتبرت هناء فضل أحمد والتي تفوقت في اختبار الاشارات بأن امنيتها التعليم على قيادة المركبة منذ صغرها وأن والداها ساعداها في التعلم وقيادة المركبة وحول الأسباب التي تدفع الفتاة على تعليم قيادة المركبات أشارت إلى أن وقت الفراغ لدى كثير من الفتياة يجعلهن يفكرن في التعلم على قيادة المركبة وزيادة عدد حالات الطلاق في المجتمع يجعل المرأة لديها وقت فراغ كبير وبالتالي تفكر في تعلم قيادة المركبة.


بدورها قالت الطالبة سماح الأخرس بأن أصبح لدى بعض النساء ظروفاً قاسية في الحياة بأن تعتمد على نفسها مثل وفاة زوجها أو عمله في الخارج أو اعتقاله وبالتالي يصبح لدى المرأة مسؤولية كبيرة في تحمل أعباء البيت وبالتالي تقوم بتعلم قيادة المركبة لتقوم بواجباتها اتجاء أبنائها وبيتها.


ومع نفس السياق أكدت رولا أبو هاشم بأن دورات تعليم السياقة أصبحت من الضروريات لكل فتاة خاصة بعد أن أصبح باب الوظائف مفتوحاً لدى الفتيات فأصبحت تنافس الرجال في الوظائف الحكومية ووظائف مؤسسات المجتمع المدني ولكى تثبت المرأة جدارتها في تلك المواقع ارتأت أن تحصل على رخصة قيادة.


من جانبها اعربت اسماء رمضان مصطفى عن املها في الحصول على رخصة قيادة بعد اجتيازها اختبار الاشارات بنجاح وقالت بأن رغبة أهلها ساعدتها في التقدم على الحصول على رخصة قيادة.


الزيان: هناك عدة عوامل ساعدت على رغبة الفتيات في تعلم قيادة المركبة 


من جهته أكد الناطق الاعلامي باسم الوزارة أ. خليل الزيان بأن السر في اقبال الفتيات على تعليم السياقة هو التغير الملحوظ في ثقافة المجتمع اتجاه المرأة حيث أن المرأة سابقاً كانت تعامل على أنها ربة للبيت ولتربية الأطفال عند كثير من الأسر الفلسطينية ومع التوعية التي يقوم بها العلماء والدعاة وكذلك توسعات المرأة من مشاركة المرأة في الحياة المجتمعية أثر  بشكل كبير على انفتاح المرأة على المجتمع.


الأمر الثاني: أن كثير من النساء أصبحت تحصل على وظائف حكومية وغيرها فهي بحاجة إلى وسيلة نقل وونقل أطفالها الى المدارس ورياض الأطفال وهذا يساعد المرأة الفلسطينية من التخلص من اشكاليات كثيرة منها معاملة بعض السائقين وسهولة التحرك والوصول الى البيت في الأوقات المحددة لها.


الأمر الثالث: أن كثير من النساء ازواجهن جرحى أوشهداء و هذا وضع بالمرأة الفلسطينية بالاعتماد على نفسها في تلبية احتياجات البيت وهذا ساهم بشكل كبير في موضوع اكتساب مهارة قيادة المركبات.


الأمر الرابع: القانون الفلسطيني سمح للمرأة بأن تحصل على رخصة قيادة في لوائح قانون المرور لعام 2005م.


احصائية بأعداد السائقات من النساء في القطاع


من جهتها أكدت الإدارة العامة للحاسوب وتكنولوجيا المعلومات بالوزارة  خلال احصائية أعدتها لنا بأن نسبة اقبال النساء على قيادة المركبات في تزايد مقارنة بالأعوام السابقة فقد بلغ عدد النساء اللاتي حصلن على رخصة القيادة في عام 2008 ( 12687 ) سيدة ما نسبته 7.6% من إجمالي السائقين , و في عام 2009 بلغ عدد الحاصلات على رخصة القيادة (13501) ما نسبته 7.7% وفي عام 2010 بلغ عدد اللواتي حصلن على رخصة القيادة (14458 )ما نسبته 7.8 % أما في عام 2011 فقد بلغ عدد الحاصلات على رخصة قيادة (15343 ) ما نسبته 7.9% وتكررت النسبة في عام 2012 وهذا يدل على زيادة عدد النساء اللواتي حصلن على رخصة القيادة في القطاع مقارنة بالأعوام السابقة.


رأي الادارة العامة للمدارس والمعاهد


من جانبه أكد م. عدنان أبو عودة مدير عام المدارس والمعاهد بالوزارة أن المرأة بدأت تأخذ دورها في المجتمع لمنافسة الرجل في معظم النواحي الحياتية والاستقرار الاقتصادي والرفاهية دفع بالمرأة بالتقدم للحصول على رخصة قيادة ناهيك عن اعتماد المرأة على نفسها في ظل الظروف الحياتية الصعبة, مشيراً الى أن معظم الفتيات يحصلن على رخصة من نوع ملاكي كي تساعدها في قيادة المركبة وتصل بها الى مكان عملها والترفيه عن أبنائها وشراء حاجياتها والتسوق بها .